Monday, February 18, 2019

مقال رائع للتوعية اكبر

يأتى لاحقا
الفجر الجديد/الخميس
2018/11/15

ماذا تبقى بعد
ذلك .....؟؟؟
د.ابوبكر بخيت ابوبكر
اتصل  على مدير المدرسة الثانوية التى يدرس بها ابنى واستدعانى لمقابلته ، سألته على الهاتف وأنا منزعج لعل الأمر أمر خير !! فقال لى : لما تصل عندى أبلغك !!
الحقيقة ازددت قلقاً على قلق ، وأحسست أن ابنى ليس بخير ، أو لعله تشاجر مع أحد زملائه بالرغم من أنه يتسم بالهدوء ولكن ربما أخطأ عليه أحدهم !!!
عشرات الأسئلة والاحتمالات تدور برأسى وأنا فى طريقى إلى المدرسة !!
سؤال واحد لم يراودنى ولم يدر بخلدى ولا يمكن لى أن أتوقعه  !!
وصلت إلى المدرسة وتوجهت مباشرة الى مكتب المدير فوجدته جالساً على مكتبه وابنى يجلس على كرسى فى زاوية المكتب ويبدو عليه الإعياء !!
وبعد أن سلمت قلت له : ارجو ان اطمئن على ابنى ما الخبر ؟ ؟
صمت المدير برهة من الوقت حسبتها شهراً ثم أخرج من درج مكتبه شريطاً به أقراص من الدواء هكذا بدأ لى الأمر ثم قال : هذه الاقراص وجدها الأستاذ مرشد الفصل لدى إبنك وهذه ليست المرة الأولى ؟
قلت له وما هى هذه الأقراص ؟
قال : هى مخدرات اسمها الترامادول وإبنك مدمن عليها !!
أقسم بالله للوهلة الأولى أحسست اننى فى حلم مزعج ، وخارت قواي حتى كدت أن أسقط من هول المفاجأة !!
ابنى انا ؟ ؟
ابنى الذى يذهب معى المسجد ؟ ؟
ابنى الذى فى هذا الصباح ايقظته وصلينا سوياً فى مسجد الحى ؟ ؟
ابنى الخجول الهادئ الذى لم يشتكي منه أحد ؟
قال لى المدير محاولاً التخفيف وقتل الصمت ، المسألة دى أصبحت عادية بين الشباب !!!! والبداية قد تكون دون ان يعلم بأن يضع له أحدهم هذا المخدر فى كأس من الشاى أو غير ذلك ، والآن ما عليك إلا التوجه لأحد مراكز علاج الإدمان وأضاف أما نحن للأسف صدر قرار من المدرسة بفصل ابنك !!
أى أرض تقلنى وأى سماء يظلنى ، وماذا أفعل بهذه الكارثة والفضيحة !!
ساد الصمت وانا انظر الى ابنى فلذة كبدى وهو مطأطئ رأسه على الأرض !!
لماذا يا إبنى ؟ ؟
لماذا وانا لم أقصر معك فى شئ ؟ ؟
لماذا وانا اتعب وأكد من أجلكم ؟ ؟
ومن هو الذى دعاك لهذا الشئ ولماذا ؟
أسئلة كثيرة وحزينة تدور برأسى !!
وماذا بعد هذا ؟ ؟
أما المدير هذا المربى فقد اختار أن يفصل إبنى عن المدرسة وهذا أقصى ما عنده !! ليس أمامه خيار آخر !!
قلت له طالما أنكم وجدتم هذا المخدر لديه للمرة الثانية ، فلماذا لم تخبرونى من المرة الأولى ؟ ؟
قال لى : قلنا نعطيه فرصة ، أما الآن هذا هو أفضل خيار أن نخبرك ويتم فصله أو نبلغ عنه الشرطة !!
الشرطة !!! لهذا الحد أصبح إبنى مجرماً لا حول ولا قوة إلا بالله .
قال لى المدير : أرجوك لا تحاول ضرب ابنك ولا تعنيفه إذهب به إلى مركز علاج الإدمان وهم هناك سيقدموا له العلاج والإرشاد !! وإبنك ليس الوحيد هناك الآلاف من الحالات المشابهة ..
خرجت وانا بالكاد أتلمس طريقى للخروج ، أقدامى تتعثر وتفكيرى شبه مشلول ، هذا هو الشئ الوحيد الذى لم يدر بخلدى !!
ذهبت إلى أحد مراكز علاج الإدمان ، وهناك وجدت العجب العجاب ، المئات من الأمهات والآباء ومعهم فلذات اكبادهم وهم فى انتظار الدخول على المشرف وكل واحد منهم بما فيهم أنا يحاول التوارى عن الأنظار  ، وحينما قمت بتسجيل اسم إبنى كان الرقم 43 مما اضطرنا الانتظار بالساعات ، ثم بدأت رحلة العلاج وهذه قصة يطول الحديث عنها ...(انتهت القصة)..
نقلت القصه اعلاه كما جاءت مع اختصار غير مخل بتصرف مختزل...انها  قصة واسئله واستفهامات حائرة وقعها  الأب المكلوم /  عبدالحى عمر بخيت وهو يوقع اسمه ويمهره  بانه يتحدث نيابه الاباء والامهات المكلومات بإدمان ابنائهم .....
وهذه قصه تداعى اخلاقى اجتماعى يدق مسمار اخير فى نعش الدوله وبنيتها الاجتماعيه....انها المخدرات بكل انواعها البودرة والحشيش والحبوب الصغيرة المختلفه الالوان والسائله المحقونة ....
انها حكايه اعدام بطئ للشباب
مستقبل الامة وذخيرتها المعبأة.....
وبقيه القول بان هنالك قوة سلبيه متمكنه تملأ جيوبها وخزائنها من توهان عقولهم وتغييب فكرهم وجعلهم فى عوالم غير حقيقيه ....
هنالك لوبى وتشكيلات عصابيه تستهدف طلاب المراحل المختلفه بشبكات متسلسله تبدأ من تجار كبار نافذين وتنتهى بطالب قد يكون قاصرا يساعد على التوزيع وادخال المجموعات الى عالم (الوهم والسطل) .....
طلاب الجامعات يتم توزيع هذه المهلكات من حبوب الترامادول وكأنها (بندول) او علكة بصورة اصبحت شائعه، وهنالك وكلاء ومحلات داخل الجامعات تتستر بلافته صناعه الغذاء او الطباعه او غيرها ولكنها تدير تجارة ممنوعه رابحة ... وطلاب يعملون داخل هذه الشبكات لتتسع الدائرة كل حين ويتضاعف اعداد المدمنين وتتحول مليارات اصحابها الى تريليونات ....
ومراكز العلاج واخصائى علاج الادمان داخل الوطن المتداعى لاينتبهون وليس الامر بحجم هذه الكارثه ...انهم شباب الامة وامل المستقبل ...
واعتقادى بان هذه الاجيال التى تحكم الان وتدير الاوضاع اصبحت لاتبالى ولاتهتم ..فقط مايهمها كيف تحكم ....؟؟
عبد الحى صاحب الاسطر السابقه يفجعنا بان الامر وصل داخل الثانويات ومدارس الاساس لاطفال لايتجاوز اعمارهم الثانى عشر ....ياالهى ...!!!!
اين انتم بالله وهذه الفواجع تحيط باهل السودان واولادهم وجيل باكمله يتحول لمدمن فاقد للاحساس ....
هنالك اسباب تلتقى كلها فى الاحباط وفساد الحياة السياسيه فى السودان وحالة الجوع واليأس من اقتصاد الدوله المتهالك وعطاله واحباط ومدارس اصبح من يذهب اليها غير مقتنعا بفكرتها وجدواها... يعلم بان مستقبله مظلم وتكريس الفكره تظهر فى اجابات الطلاب صغيرى السن ...(القرايه ضياع زمن ...والقرو عملوا شنو..)....والكلمات تلخص الاوضاع ...والسلوك ابن شرعى للتربيه ...والاسر تقتلها ظروف المعيشة وتضيع الاجيال؛؛لضعف الاهتمام،
وشارع امتلأ بكل ماهو سئ ليزحف اثره على مؤسسات التعليم العام والعالى ....وآفه تنخر كالسوس فى جسد الامة لتنهار الدولة ويكسر عظامها؛
فلامستقبل يرجئ ولاحاضر يفرح ودائرة الادمان تتسع وعشرات الطلاب يدخلون الى دائرة الشيطان ...مغيبى العقول هروبا من واقع مرير صنعه البعض واصبحت البلاد مرتعا للتهريب وتجارة المخدرات والحبوب المفسدة للعقل ...ويصبح السؤال من الذى يدخلها الى الدوله ...؟؟؟واين وصلت قضايا حاويات الموت ..؟؟ ولماذا تتناقص مؤسسات علاج الادمان والعمل الارشادى فى مكافحة المخدرات وتوضيح اضرارها ...اين وحدات مكافحة  المخدرات التى تعنى بالورش والندوات والعمل التوعوى فى مؤسسات التعليم ....؟؟ بينما يتحدث أئمة المساجد عن خطر الالحاد ...مع انها حوادث بعدد الاصابع ولاتشكل ظاهرة  ....
ولماذا نتعمد دوما (الطعن فى ظل الفيل ) وان تكون جهودنا وحديثنا بعيدا عن قضايانا الراهنه والملحة وكأنها حالات تغبيش متعمد.. وسؤال اخير ...هل يريد البعض تغييب الشباب عن الاوضاع السيئة للدولة لغرض ما .....؟؟؟؟؟

Sunday, February 17, 2019

كلنا ضد تعاطي المخدرات

إطلاق حملة كلنا ضد تعاطي المخدرات باستاد المريخ | صحيفة لحظة الالكترونية]. Share it with you. Come and watch with me! http://lhzah.com/?p=4501